الأربعاء، 8 يونيو 2011

مشكلات التعليم فى مصر … رؤيه واضحه

فس الموضوع قد تم طرحه من قبل على برنامج نقطة حوار فى راديو البى بى سى ، و قد تكلمت فى نفس البرنامج على تليفزيون البى بى سى عن نفس المشكله ، و لكن ضيق الوقت ، و حالة [ اللخبطه] التى تصيبنى عند التحدث الشفهى هى التى جعلتنى لا أستطيع تحديد المشكله بشكل كاف ..

هنا وجدت أننى يمكننى الإجابه عن السؤال الذى قد تم توجيهه لى ، و لكل المشاركين فى البرنامج أو الموقع الإليكترونى للبى بى سى ، بل و الذى أوجهه أنا لكم الآن …

ما هى مشكلات التعليم فى العالم العربى من وجهة نظرك ؟

أمَّا أنى سوف أتحدث عن مشكلات التعليم فى مصر بشكل محدد ، حيث أنى لم أتلق التعليم فى أى مكان آخر خارج مصر ..

التعليم فى أى مكان فى العالم مكون من أربعة محاور أساسيه ..

1- المُدَرِّس ..

2- الطالب..

3- المدرسه أو الجامعه [ مكان تلقى العلم ]..

4 - المنهج الذى يُدَرَّس ..

أولاً .. المُدَرِّس ..

1- المدرس غير مؤهل لا تعليمياً و لا تربوياً ، أى أن كل مرحله من مراحل التعليم يحتاج فيها الطالب نوعيه محدده من المدرسين ، يحتاج صفه معينه تكون موجوده بالمدرس ، مثلاً فى المرحله الإبتدائيه يحتاج فيها الطالب إلى مدرس حنون و صبور ، فى الإعدادى يحتاج إلى مدرس صديق ، فى الثانوى يحاتج إلى مدرس قدوه ، فى الجامعه يحتاج إلى مدرس متعاون …. لكن الحقيقه مختلفه تماماً فالمدرس فى أى مرحله يمثل للطالب شيئاً واحداً فقط ، هو أنه مصدر السلطات و هو الآمر الناهى ، و الطال يطيع حتى بلا تفكير و كأن المتبع فى مدارسنا نظرية الإله الحاكم … و هنا تنطبق على المدرس …

2- إعتدنا نحن الطلبه على أن المدرس هو الذى يشرح ، و نحن الذين نفهم ، و لا تُعطى لنا الفرصه فى التفكير ، و لا إبداء آرآئنا حتى و لو كانت خاطئه ، فقد إعتدنا على أن الخهطأ غير مردود أى غير قابل للإصلاح ، لذا أصبحنا لا نفكر ، و ننتظر من المدرس كوب المعلومات لنشربه و ينتهى بنا الأمر عند هذا الحد …. لذا فاليوم عندما دخلنا الجامعه ، و طُلب مننا إبداء آرآئنا بحريه ، نجد أن الجميع يسكت ، فلا أحد يتكلم ، لأننا اعتدنا أن التعليم من جانب المدرس فقط … لا من جانبنا نحن أيضاً ..

3- العائد المادى الذى يحصل عليه المدرس قليل جداً ، مما يجعل المدرس يستشعر الحرج ، و يقلل من قيمة نفسه عندما يطلب من الطلبه فى الفصل أن يعيطهم دروساً خصوصيه …. فقدْ فَقَدَ المدرس نفسه … قيمته الهامه فى المجتمع …

ثانياً … الطالب ..

1- الطالب يعانى من نفسيه سيئه ، إذا كان هو يعلمأنه لو نجح و تفوق لن يجد مَن يشجعه ، و إن تخرج لن يجد عمل يؤويه ، إذن فلماذا يتقلى العلم ؟

2- الطالب لديه مواهب و قدرات خلاقه قد لا تكون موجوده فى غيره ، و قد تكون نادره جداً ، لكن مَن يهتم بهذه المواهب إذا كانت تُعتبر فى تعليمنا أنها تفاهه و لا يجب على الطالب أن يضيع وقته فيما لا ينفع !!!

ثالثاً .. المدرسه…

1- ضعف الإمكانيات فى المدرسه ، إذا كانت موجوده أصلاً …. أتذكر و أنا فى الثانوى كنا نذهب لمعمل الكيمياء أو الفيزياء فنقوم بنصف التجربه و النصف الآخر بالتخيل … لأنه لا توجد فى المدرسه الإمكانيات اللازمه للإستكمال كما يجب ..!

2- روح الكآبه و الجديه التى تضفى آثآرها على المدرسه ، فالطفل عندما يذهب للمدرسه فى المرحله الإبتدائيه يريد أن يرى كارتون ، و ألوان .. أحمر وأصفر و أخضر …. لكن الحقيقه أننى أتذكر عندما كنت فى الإبتدائى كانت جدران المدرسه ملونه باللونين الرمادى و الأسود ، و الشبابيك إن كانت غير مكسوره فهى مدهونه بالزفت الأسود كى لا ننظر خارج الفصل … و كأنها غرفة الإعدام !!

3- التكدس الفظيع داخل الفصول ، إذا كان الفصل الواحد يحتوى على 80 تلميذ إن لم يكن أكثر فكيف يشرح المدرس ؟ و كيف يفهم الطالب فى وسط هذا الزحام الخانق ؟؟!!

رابعاً و أخيراً و ليس آخراً … المناهج ..

و هى الهم الأكبر … ففيها حدث و لا حرج ..

1 - تعتمد على الحفظ و التلقين فقط لا غير ، حتى فى المواد العلميه الإحصاء و الرياضيات و مسائل الفيزياء ، تعتمد على حفظ القانون كما هو ، بكامل تعقيداتها ، حتى أن الطالب لا يعرف من أين جاء هذا القانون ؟؟ و كيف تمت صياغته ؟

2- الحشو فى المناهج دون التركيز على نقاط معينه .. و منها ما لا يفيد الطالب أصلاً ، و منها ما هو خارج عن الماده ، .. و لكن [ زيادة الخير .. خيرين ] بدلاً من أن يكون الكتاب 100 صفحه مثلاً ، يكون بالحشو 200 صفحه ….

أيضاً الحشو فى المواد التى تدرس . .أى أنه تدرس مواد ليس لها قيمه ، أو لن ينتفع بها الطالب ، مثل اللغه الفرنسيه التى درسناها سنتين فى الثانوى و لم نراها بعد ذلك ، فلماذا درسناها إذا كنا لن نراها ثانيه .. وإذا كانت المده التى درسناها فيها غير كافيه لإستكمال الكورس كاملاً فى اللغه ؟؟!!

3- المناهج تعتمد فقط على الجانب النظرى فقط ، و ليس الجانب العملى ، مثلاً ، أنا متخصصه فى مجال الصحافه ، لم يُطلب مننا يوم تحقيق أو تقرير ، و إن طُلب فالهدف هو إضافة رجات أعمال السنه ، بعدها لا مراجعه و لا قراءه و لا أحد يقول لنا أن ما كتبناه هو خطأ أو صحيح ، و لا أى شئ …. و كأننا ندرس كيف نصبح عاطلين بعد التخرج ؟..

4- المناهج قديمه … و ليس هناك أى تحديث للكتب التى ندرسها ، يعنى مثلاً ، إلى اليوم لا تزال تُدَّرَس نظرية أن الإنسان كان قرد يوماً ما ، و هى نظريه قديمه جداً و قد تم إثبات فشلها ، و أنها كانت نظريه غير صحيحه ، و قد تم تغييرها عالمياً ، أما أنها لا تزال تُدرس إلى الآن فى مدارسنا و جامعاتنا إلى اليوم ..!!

5- لا يتم إدخال الحاسب الآلى مطلقاً فى المناهج ، يعنى أتذكر أن معمل الكمبيوتر فى المدرسه كان دائماً و أبداً مغلقاً ، و كان ممنوع لمس الأجهزه خوفاً عليها من الطلبه [ الهمجيين] أمثالنا !! إذن فما فائدة ذلك الجهاز إذا كنا لن نتدرب عليه ؟ و هو المستخدم حالياً فى كل المهن و الأعمال !!

و بالمناسبه ..

تُدرس الآن فكرة التعليم الإليكترونى و التعليم عن بُعد فى جامعتى ، و لكنى تلقيت تصريح من مسئول هام فى الجامعه أن هذه الفكره سوف يتم تطبيقها شكلياً فقط ، و لن تكون عمليه أو مجديه أو نافعه فى ظروف الجامعه !!! … أى أنه … لا داعى للأمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق