الأربعاء، 8 يونيو 2011

التعليم في مصر

يمر التعليم في مصر بمنعفطف خطير حاليا وذلك لاسباب عديدة منها

1-عدم كفاية المباني المدرسية لاعداد الطلاب

2-تدني مستوي العلاقة بين المدرسة والاسرة

3-انخفاض مستوي القائمين بالتدريس وخاصة في المرحلة الابتدائية

4-عدم المام معظم اولياء الامور بكيفية رعاية ابنائهم من الناحية التعليمية

5 -عدم وجود سياسة تعليمية ثابتة وواضحة وطويلة الامد

6-تدني العائد المادي للقائمين بالتدريس

7- عدم ملائمة المناهج الدراسية لاحتياجات المجتمع

8-غياب التنسيق بين القائمين علي امر التعليم بمختلف مراحلة (ابتدائي -اعدادي -ثانوي -ث فني -عالي

مشكلات التعليم فى مصر … رؤيه واضحه

فس الموضوع قد تم طرحه من قبل على برنامج نقطة حوار فى راديو البى بى سى ، و قد تكلمت فى نفس البرنامج على تليفزيون البى بى سى عن نفس المشكله ، و لكن ضيق الوقت ، و حالة [ اللخبطه] التى تصيبنى عند التحدث الشفهى هى التى جعلتنى لا أستطيع تحديد المشكله بشكل كاف ..

هنا وجدت أننى يمكننى الإجابه عن السؤال الذى قد تم توجيهه لى ، و لكل المشاركين فى البرنامج أو الموقع الإليكترونى للبى بى سى ، بل و الذى أوجهه أنا لكم الآن …

ما هى مشكلات التعليم فى العالم العربى من وجهة نظرك ؟

أمَّا أنى سوف أتحدث عن مشكلات التعليم فى مصر بشكل محدد ، حيث أنى لم أتلق التعليم فى أى مكان آخر خارج مصر ..

التعليم فى أى مكان فى العالم مكون من أربعة محاور أساسيه ..

1- المُدَرِّس ..

2- الطالب..

3- المدرسه أو الجامعه [ مكان تلقى العلم ]..

4 - المنهج الذى يُدَرَّس ..

أولاً .. المُدَرِّس ..

1- المدرس غير مؤهل لا تعليمياً و لا تربوياً ، أى أن كل مرحله من مراحل التعليم يحتاج فيها الطالب نوعيه محدده من المدرسين ، يحتاج صفه معينه تكون موجوده بالمدرس ، مثلاً فى المرحله الإبتدائيه يحتاج فيها الطالب إلى مدرس حنون و صبور ، فى الإعدادى يحتاج إلى مدرس صديق ، فى الثانوى يحاتج إلى مدرس قدوه ، فى الجامعه يحتاج إلى مدرس متعاون …. لكن الحقيقه مختلفه تماماً فالمدرس فى أى مرحله يمثل للطالب شيئاً واحداً فقط ، هو أنه مصدر السلطات و هو الآمر الناهى ، و الطال يطيع حتى بلا تفكير و كأن المتبع فى مدارسنا نظرية الإله الحاكم … و هنا تنطبق على المدرس …

2- إعتدنا نحن الطلبه على أن المدرس هو الذى يشرح ، و نحن الذين نفهم ، و لا تُعطى لنا الفرصه فى التفكير ، و لا إبداء آرآئنا حتى و لو كانت خاطئه ، فقد إعتدنا على أن الخهطأ غير مردود أى غير قابل للإصلاح ، لذا أصبحنا لا نفكر ، و ننتظر من المدرس كوب المعلومات لنشربه و ينتهى بنا الأمر عند هذا الحد …. لذا فاليوم عندما دخلنا الجامعه ، و طُلب مننا إبداء آرآئنا بحريه ، نجد أن الجميع يسكت ، فلا أحد يتكلم ، لأننا اعتدنا أن التعليم من جانب المدرس فقط … لا من جانبنا نحن أيضاً ..

3- العائد المادى الذى يحصل عليه المدرس قليل جداً ، مما يجعل المدرس يستشعر الحرج ، و يقلل من قيمة نفسه عندما يطلب من الطلبه فى الفصل أن يعيطهم دروساً خصوصيه …. فقدْ فَقَدَ المدرس نفسه … قيمته الهامه فى المجتمع …

ثانياً … الطالب ..

1- الطالب يعانى من نفسيه سيئه ، إذا كان هو يعلمأنه لو نجح و تفوق لن يجد مَن يشجعه ، و إن تخرج لن يجد عمل يؤويه ، إذن فلماذا يتقلى العلم ؟

2- الطالب لديه مواهب و قدرات خلاقه قد لا تكون موجوده فى غيره ، و قد تكون نادره جداً ، لكن مَن يهتم بهذه المواهب إذا كانت تُعتبر فى تعليمنا أنها تفاهه و لا يجب على الطالب أن يضيع وقته فيما لا ينفع !!!

ثالثاً .. المدرسه…

1- ضعف الإمكانيات فى المدرسه ، إذا كانت موجوده أصلاً …. أتذكر و أنا فى الثانوى كنا نذهب لمعمل الكيمياء أو الفيزياء فنقوم بنصف التجربه و النصف الآخر بالتخيل … لأنه لا توجد فى المدرسه الإمكانيات اللازمه للإستكمال كما يجب ..!

2- روح الكآبه و الجديه التى تضفى آثآرها على المدرسه ، فالطفل عندما يذهب للمدرسه فى المرحله الإبتدائيه يريد أن يرى كارتون ، و ألوان .. أحمر وأصفر و أخضر …. لكن الحقيقه أننى أتذكر عندما كنت فى الإبتدائى كانت جدران المدرسه ملونه باللونين الرمادى و الأسود ، و الشبابيك إن كانت غير مكسوره فهى مدهونه بالزفت الأسود كى لا ننظر خارج الفصل … و كأنها غرفة الإعدام !!

3- التكدس الفظيع داخل الفصول ، إذا كان الفصل الواحد يحتوى على 80 تلميذ إن لم يكن أكثر فكيف يشرح المدرس ؟ و كيف يفهم الطالب فى وسط هذا الزحام الخانق ؟؟!!

رابعاً و أخيراً و ليس آخراً … المناهج ..

و هى الهم الأكبر … ففيها حدث و لا حرج ..

1 - تعتمد على الحفظ و التلقين فقط لا غير ، حتى فى المواد العلميه الإحصاء و الرياضيات و مسائل الفيزياء ، تعتمد على حفظ القانون كما هو ، بكامل تعقيداتها ، حتى أن الطالب لا يعرف من أين جاء هذا القانون ؟؟ و كيف تمت صياغته ؟

2- الحشو فى المناهج دون التركيز على نقاط معينه .. و منها ما لا يفيد الطالب أصلاً ، و منها ما هو خارج عن الماده ، .. و لكن [ زيادة الخير .. خيرين ] بدلاً من أن يكون الكتاب 100 صفحه مثلاً ، يكون بالحشو 200 صفحه ….

أيضاً الحشو فى المواد التى تدرس . .أى أنه تدرس مواد ليس لها قيمه ، أو لن ينتفع بها الطالب ، مثل اللغه الفرنسيه التى درسناها سنتين فى الثانوى و لم نراها بعد ذلك ، فلماذا درسناها إذا كنا لن نراها ثانيه .. وإذا كانت المده التى درسناها فيها غير كافيه لإستكمال الكورس كاملاً فى اللغه ؟؟!!

3- المناهج تعتمد فقط على الجانب النظرى فقط ، و ليس الجانب العملى ، مثلاً ، أنا متخصصه فى مجال الصحافه ، لم يُطلب مننا يوم تحقيق أو تقرير ، و إن طُلب فالهدف هو إضافة رجات أعمال السنه ، بعدها لا مراجعه و لا قراءه و لا أحد يقول لنا أن ما كتبناه هو خطأ أو صحيح ، و لا أى شئ …. و كأننا ندرس كيف نصبح عاطلين بعد التخرج ؟..

4- المناهج قديمه … و ليس هناك أى تحديث للكتب التى ندرسها ، يعنى مثلاً ، إلى اليوم لا تزال تُدَّرَس نظرية أن الإنسان كان قرد يوماً ما ، و هى نظريه قديمه جداً و قد تم إثبات فشلها ، و أنها كانت نظريه غير صحيحه ، و قد تم تغييرها عالمياً ، أما أنها لا تزال تُدرس إلى الآن فى مدارسنا و جامعاتنا إلى اليوم ..!!

5- لا يتم إدخال الحاسب الآلى مطلقاً فى المناهج ، يعنى أتذكر أن معمل الكمبيوتر فى المدرسه كان دائماً و أبداً مغلقاً ، و كان ممنوع لمس الأجهزه خوفاً عليها من الطلبه [ الهمجيين] أمثالنا !! إذن فما فائدة ذلك الجهاز إذا كنا لن نتدرب عليه ؟ و هو المستخدم حالياً فى كل المهن و الأعمال !!

و بالمناسبه ..

تُدرس الآن فكرة التعليم الإليكترونى و التعليم عن بُعد فى جامعتى ، و لكنى تلقيت تصريح من مسئول هام فى الجامعه أن هذه الفكره سوف يتم تطبيقها شكلياً فقط ، و لن تكون عمليه أو مجديه أو نافعه فى ظروف الجامعه !!! … أى أنه … لا داعى للأمل

نظام التعليم في فنلندا أفضل نظام تعليمي في العالم

أكدت المقارنات الدولية الزعم الفنلندي بأنها تمتلك أفضل نظام تعليمي في العالم.
واظهرت النتائج الأولية للدراسة التي أجراها البرنامج الدولي للتقييم الطلابي، بيسا، على طلبة من أربعين دولة في العالم أن فنلندا أتت على رأس الدول من حيث تدريس مادة الرياضيات والقراءة والعلوم.
وتجري بيسا دراستها كل ثلاث سنوات بين نظم التعليم في الدول المتقدمة منذ خمسة عشر عاما وتمولها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية
ولكن
لنقترب من هذا الانجاز الذي لفت إليه أنظار خبراء نظم التعليم المتقدمة في العالم، ولنتأمل تاريخ هذه النهضة التعليمية الاقتصادية وسرها، وفلسفة نظام التعليم، وطريقة العمل، والمميزات والنتائج والرؤى.
شئ من التاريخ ..
لقد تحولت فنلندا من بلد اقتصاده زراعي إلى بلد ذي اقتصاد معرفي متقدم في مدة قصيرة في قرابة الثلاثة عقود، وكان التعليم هو أهم ركيزة في هذا التحول. ونظرةً إلى فنلندة في حدود 1950م، نرى أن الاستثمار كان منصباً على صناعة المكائن، والهندسة والصناعة المتعلقة بالغابات. وقد طرأ تطور هام في حقبة الثمانينات. فقد توافق انبثاق عصر تخصيص الانتاج والتجارة والبحث الأكاديمي والتطوير مع الاقتصاد المعرفي وأصبحت فنلندة التي كانت في قاع ترتيب الدول المشاركة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنموي في السبعينات، في القمة.
كانت البداية في الثمانينات. فقد بدأ النمو في قطاع التعليم بعد الثانوي. وفي التسعينات تلاه نمو في التعليم الجامعي وما بعده من التعليم المستمر وتعليم الكبار. كان أهم أس من أسس نهضة التعليم أن تتاح الفرص للجميع في كل مستويات التعليم في كل مناطق فنلندا ورفع شعار: “لن ننسى طفلاً”. وكانت نتيجة ذلك أن أصبح 99% من الفنلنديين قد أنهوا التعليم الاولي الإلزامي وأنهى 95% منهم التعليم الثانوي. و أصبح 90% منهم يتجهون إلى التعليم ما بعد الثانوي وثلثان من هؤلاء يتوجهون بعدها إلى التعليم الجامعي أو المعاهد المهنية المتخصصة. ثم إن كل هذا التعليم المتاح للجميع مجاني لم يزد الحمل على الطلاب ولا على أهاليهم لا جهداً ولا مالاً واصبح المجمتع الفنلندي متوجهاً محبا لمواصلة التعليم يتخذه غاية لا وسيلة للحصول على وظيفة.
إن نظام التعليم هذا متاح للجميع في كل مناطق فنلندا مجاناً في مدارسَ يدعمها القطاع الحكومي. وهناك بعض المدارس الأهلية التي لا تشجع عليها الحكومة ولا تعطي التراخيص لفتحها بسهولة، والقانون لا يسمح لها بتسلم مقابل مادي للدراسة فيها من قبل الملتحقين بها. وتقدم لها الحكومة مساعدة مالية مثلها مثل المدارس الحكومية وتتبع نفس النظام. ولا توجد مدارسُ أهلية كثيرة، وأغلب هذه المدارس الأهلية هي من مخلفات نظام التعليم القديم في فترة السبعينات وما قبلها. وليس هناك مدارس خاصة للنابغين وأصحاب المواهب والكفاءات.
لقد ردم التوجه الجديد في التعليم هوة التباين بين مستويات الطلاب ومستويات المدارس والمناطق. لقد كان العمل على ردم هذه الهوة قراراً حكيماً. فجميع الطلاب يتشاركون نفس الفرص ويتعلمون تحت سقف واحد كل الموضوعات من رياضيات وعلوم ولغات اجنبية وعاد عليهم ذلك بتقارب مستواهم المتفوق في المهارات والاستيعاب وانعكس في نتائج المسابقات العالمية. ليس هناك طلاب متفوقون في القمة وطلاب متدنون في القاع. إن المستوى متقدم شاملاً الجميع. إن هذه الهوة أصبحت تتلاشى بين الطلاب وبين الذكور والاناث والمدارس والمناطق بوضوح كلما تقدمت السنوات.
إن ما تصرفه الحكومة ميزانية متوسطة على هذا التعليم العالي الجودة بالمقارنة بنظم التعليم المتقدمة في الدول الأخرى. ومع ذلك، فإن هناك سراً جعل نظام التعليم هذا أكثر تقدما من منافسيه ورفع فنلندة في المرتبة العليا معرفياً واقتصادياً وابتكاراً. لقد اثبت تعليم فنلندة ان العبرة ليس بمقدار ما يصرف على التعليم ولكن مدى كفاءة وفاعلية عملية التعليم.

ما الذي دفع فنلندة في هذا المسار؟

تقول وزيرة التعليم الفنلندي، تولا هاتانين: “مالذي سيمكن دولة صغيرة مثل فنلندة أن تحقق أجوراً عالية واقتصاداً يعتمد على الكفاءات العالية وهي لا تستطيع أن تنافس مع دول الاقتصادات الآسيوية؟ إنها مسألة بقاء وليس لها من سبيل غير الاستثمار في التعليم والتدريب.” وتقول أن التعليم يستكشف وظائف جديدة ودائما ما نحتاج إلى مهارات جديدة للقوى العاملة ولذلك يتوجب علينا مواصلة هذا الاستثمار. لقد خرجت نتائج هذا التوجه بأن أصبح اقتصادفنلندة متقدما وأصبحت فنلندة شعاراً لثقافة الابتكار.



فلسفة التعليم الفنلندي

فلسفة التعليم في فنلندا هي اتاحة الفرصة لجميع الطلاب للمشاركة والتعلم. إنهم يشبهونها بالمشاركة في لعبة الهوكي. إنهم لا يختارون لاعبي الهوكي المهرة فقط ليلعبوا؛ الجميع يجب أن يلعب، ثم بعد أن تتاح الفرصة للجميع، سعرفون من هو المتفوق والبارع. هذا سيتيح الفرص للجميع بالتساوي و سيوسع شريحة المهرة. هذا يعني أن تجعل كل أفراد الشعب مهرة! ويقارن أحد الكتاب الأمريكان فلسفة التعليم في فنلندة بها في أمريكا، فيقول أن التعليم في فنلندة غاية في ذاته وليس وسيلة لسوق العمل ولا يحكمه سوق العمل. وهذا في حد ذاته أحد أهم ما يجب الالتفات إليه.


التعليم الفنلندي

يبدأ الطلاب البريطانيون الالتحاق بالمدارس في سن 5 سنوات ويحضرون يوماً كاملاً. أما في فنلندة، فيبدأ الطلاب الالتحاق بالمدرسة في سن 7 سنوات ليحضروا نصف يوم فقط. وتستمر هذه المرحلة الدراسية من هذا العمر حتى عمر 16 عاماً في ما يسمى بمرحلة التعليم الأساسي - الاولي - الإلزامي العام. وهذه المرحلة تعتبر مرحلة دراسية واحدة على عكس التعليم الشائع في بريطانيا مثلا حيث ينتقل الطلاب في عمر 11 عاماً إلى المرحلة المتوسطة وغالباً ما تكون في مدرسة أخرى. في فنلندة، لا حاجة لأن ينتقل الطالب من مدرسته الابتدائية؛ فالطالب يبقى في مدرسته مع أساتذته وأقرانه والمجتمع المدرسي حتى سن السادسة عشرة دونما الحاجة إلى اتخاذ قرار في تحديد التخصص والمدرسة الجديدة في هذه السن المبكرة. سيكون من السهل على الطالب وعائلته اتخاذ قرار التخصص والتوجه عندما يكون عمره 16 بعد أن يقضي هذه السنوات الدراسية في التعليم الموحد العام. الطلاب يقررون في سن السادسة عشرة - وهم أكثر نضجاً حينها - وأهلوهم إن كانوا يودون أن يواصلوا الدراسة في الاتجاه الأكاديمي العالي أو أن يتوجهوا للتخصص المهني. وليس هذا ينفي أن هناك شبه خط فاصل بين السنوات الاولى والسنوات الاخيرة في هذه المرحلة من التسع سنوات. في السنوات من 7 الى 12 عاماً يدرِّسُ الطلابَ مدرسٌ واحدٌ لكل صف كل الموضوعات. أما بعد ذلك حتى نهاية التعليم العام، فيدرس الطلاب في فصول متعددة حيث يدرس كل مادة مدرِّسٌ ما في فصلٍ ما وينتقل الطلاب بين الفصول وبين المدرسين. السنوات الست الأولى هي ما يهم في التعليم الفنلندي. إنها فترة بناء المعرفة والمهارات البسيطة والتعود على حياة التعلم لتعود عليهم بالفائدة في المراحل التي تليها.
هذا التعليم الإلزامي العام هو تعليم مجاني تماماً. الوجبات والكتب والأدوات القرطاسية مجانية في فترة التعليم الالزامي. وفي المرحلة الثانوية، على الطلاب أن يدفعوا ثمن الكتب والأدوات. وهم على ذلك يدخلون الجامعات مجاناً بلا رسوم. ويستطيع الطلاب بعد أن ينتهوا من التعليم العام، أن ينتقلوا إلى التعليم الثانوي. وبوسع الطالب البقاء في التعليم الثانوي لأربعة أعوام قبل أن يتخرج منه. التعليم الثانوي ليس اجبارياً ولكن غالبية المتخرجين من التعليم العام يفضلونه.
لدى الطالب الفنلندي فترات عطل كثيرة وتصل مدة العطلة الصيفية الى 10 أسابيع. لكن هناك تأكيد على الجانب الأسري الذي رجع بآثار إجابية على عملية التعليم وعلى الثقافة والمجتمع الفنلندي. الطالب يتعلم القراءة والكتابة من أهله أكثر مما يتعلمها من المدرسة وهذا حفز الأهالي على المزيد من القراءة وحب الكتب والانشغال بها مع أبنائهم و أنفسهم. لقد أدى هذا بالآباء إلى زراعة حب الكتاب والقراءة لدى الطلاب وساعد في ذلك دور المكتبات العامة كثيراً. لقد أصبحت القراءة والتعلم في فنلندة فضيلة ومزية، وأصبح الطلاب المراهقون يأملون في أن يتخرجوا ويلتحقوا بالتدريس. لقد أحبوا التدريس والتعلم والتعليم كباراً وصغاراً.


والمدرِّسون والمدارس؟

المدرسون يختارون ما يريدون أن يتعلموا وكيف يعلمونه للطلاب. إنهم يجدون متعة في الاختيار و يستمتعون بالحرية في التعليم وكل ما في الأمر أنهم يحافظون ويتأكدون من سريان المعيار الحكومي على منهاهجهم. إنهم يرفضون المنهج المكتوب وأصبحت نقابة المدرسين التي تتوسع يوماً بعد يومٍ حجرَ عثرةٍ أمامَ أي توجهٍ يسعى لتقنين المناهج وترسيمها وكتابتها.
يقوم المدرسون باختيار موضوع للدراسة. وتستغرق الدراسة مدة 7 أسابيع. إنهم يفضلون العمق و الشمولية ويفضلون التجريب العملي وتوفير المواد اللازمة للدراسة من الطبيعة التي حولهم في الجوار. ويُفتح المجال على مصراعيه للطلاب والمدرسين للتجريب والاستكشاف وجمع النتائج والبحث والاستعانة بالموسوعات الورقية والالكترونية وكل السبل المعاصرة. وتنتهي السبعة اسابيع، و يخرج الطلاب والمدرسون بخبرة هم أنتجوها كاملة عن موضوع درسوه بكل متعة وعناية.
مدرسوا هذه المرحلة يجب ان يكون لديهم شهادة ماجستير حتى يضمنوا وظيفة دائمة. لقد كان برنامج تأهيل المدرسين مكوناً من 3 سنوات في كلية المعلمين أو 4 أو خمس سنوات من دراسة البكالريوس. كان ذلك في السبعينات. منذ ذلك الوقت وحرفة التدريس هي حرفة من يتمكن من البحث. المدرسون يلقون الثقة والاحترام العالي في المجتمع الفنلندي و لديهم حرية اختيار المنهج وطرق التدريس. وتحظى نسبة قليلة فقط بقبول الإنضمام الى شريحة التدريس كل عام ليشكلوا نخبة النخبة مما يساهم في تقديم مستوى متقدم من التدريس والتعليم. ويواصل المدرسون دراساتهم ما بعد الماجستير وهناك مدرسون كثر يحملون شهادة الدكتوراة.
المدارس في فنلندة غالبيتها مدارس صغيرة. وليس عدد الطلاب في الفصول قليلا مقارنة بالمدارس في الدول الأخرى. فالطلاب يصل معدل عددهم في الصف الواحد 30 طالباً . في فنلندة يتلقى الطلاب ما معدله 5500 ساعة دراسية سنوياً مقارنة بمدارس دول متقدمة في التعليم تصل إلى 8000 ساعة سنوياً كما هو الحال في كوريا الجنوبية مثلا. والطلاب لا يقضون كثيراً من الوقت في الواجبات المدرسية؛ ففي كوريا، هناك 30 ساعة تدريس أسبوعياً و 10 ساعات في الأشغال والواجبات ما بعد المدرسة مقارنة بفنلندة حيث لا تتجاوز عدد الساعات في التدريس 25 ساعة أسبوعياً ويعمل الطلاب ما مقداره 5 ساعات على الواجبات والأشغال المدرسية. وفوق هذا، هذه هي حصيلة العملية التعليمية. وللمدارس حرية اختيار المنهج وطرق التدريس وتدشين العملية التعليمية بما يناسب خطوطاً عريضة لوزارة التعليم. هناك ثقة وحرية في الاختيار. و هناك جمعيات تتكون من الطلاب والمدرسين والمهتمين بالتعليم مما يجعل علاقة الطلاب بالمدرسين قريبة وشفافة و هذا يفعل ظاهرة البحث والتعلم والاستكشاف والمهارات الاكاديمية للطلاب. إنه جو من اللعب والتعلم بطرق جديدة ومبتكرة. لقد تحولت المدارس الى أماكن للتعلم والاهتمام العلمي بدلاً من كونها مبان للتدريس والتلقين.
والاختبارات والتقييم؟
ليس في فنلندة اختبارات ! ليس هناك اختبارات عامة للطلاب خلال التسع السنوات الأولى. ولكن يقومون بتقييم الأداء بناء على اختيار 10% من كل شريحة عمرية وتجرى الاختبارات وتحتفظ المدارس بالنتائج بكل سرية. بعد السنة الخامسة، لا يسمح قانونياً بوضع درجات للطلاب ولا يمسح بالمقارنة بينهم. المدرسون يضعون اختباراتهم الخاصة ولا يأخذونها من مؤسسات خارج المدرسة. ولا تقارن المدارس مع بعضها وتبقى النتائج سرية حتى يطلبها مجلس التعليم الوطني لغرض تحسين التعليم. نتائج الاختبارات في التعليم الثانوي والمهني، أن خمسة بالمئة متفوقون وخمسة بالمائة في النسبة الدنيا والقطاع الذي بينهما هو المتوسط. وتستخدم هذه النتائج لدخول الجامعات وعليها يحدد دخول الطلاب في تخصصات العلوم الطبيعية أو العلوم الاجتماعية.
لقد كان كل التركيز في التعليم الفنلندي هو على عملية التعلم بدلاً من الاهتمام بتحضير الطلاب للتمكن من مواد دراسية والتقدم للاختبارت والنجاح وإن أي طريقة جديدة وابتكار لتوسيع عملية التعلم وتقوية فاعليتها مرحب به.
لقد استغرق منهم كل ذلك عقدا من الزمن وحسب لتدريب المدرسين ووضع الأموال والوقت لإعادة هيكلة كل شئ لتعود عليهم النتائج كسحر. ثم توالت الخطى تتقدم في خط تصاعدي مسرع شكل ركيزة اقتصادية ومعرفية مدهشة تتطلع لها الحكومات لتستفيد من هذه التجربة الفريدة. ان رأس مال فنلندة كان المواطن، تعليمه ومهاراته و قيمته المعرفية وهو ما صنع فنلندة اليوم و وضعها في موضعها.